هيبة هذا المدرج تملىء زواياه. قد كان يجلس هنا من قبلك إمبراطور منذ زمن بعيد أغبر, نسماتٌ صيفية تعيد لك الروح كلما هبت تحت سقفه الأسود المرصع بالنجوم.
بدأت الأوركسترا الصغيرة تملىء المكان بالموسيقى العذبة, كأنك لأولِ مرةٍ تسمع! الأوركسترا عالم آخر عندما تكون أمامك, تسمعها قطعةً واحدة أو كلُ آلة على حِدا.
في ذلك الجو الملائكي لن يزيده جمالاً إلا أن ترى ملاكاً! كان الجمالُ شرقياً وسيبقى .. هذا ما قرأتُه في لمعة عينيها.
هل أنا أحلم تقول في نفسك; من تأثير موسيقى الكمان فرأيتُ ملاكاً, تُغلق عينيها فتغلقها أنت أيضاً, لا ترى شيئاً فكل حواسك في أُذنك. آُذنك التي بعد أن كانت تائهة في الصحراء وجدت نفسها في واحة من الموسيقى!
إنتهى الحفل وآمتلىء المدرج بالناس مغادرين كالنحل, من أين أتيتم فقد كُنتُ وحدي في المدرج في حضرة الأوركسترا وملاكٍ شرقي.
من شدة جمال الموسيقى حين غادرت لم أذكر أنني قد رأيتُ ملاكاً, إلا أن توقف صدى الموسيقى في أُذني وعادت تائهة في الصحراء! حينها ذكرني قلبي بها.
No comments:
Post a Comment